للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا عرفنا محور السورة من سورة البقرة، وعرفنا مضامينها الرئيسية. فلنبدأ عرض السورة ملاحظين: أنّ بداية سورة المائدة هي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ .... وأنّ بداية صفات الفاسقين في سورة البقرة هي الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ .. فالسورة تبدأ بذكر ما يحرّرنا من نقض العهد الذي يستحق به صاحبه الإضلال، وقد أغفلنا عمدا الإشارة في هذه المقدمة إلى كيفية تفصيل سورة المائدة في امتدادات معاني محورها من سورة البقرة، مؤثرين تأجيله لعرضه أثناء التفسير.

تتألف السورة من ثلاثة أقسام وخاتمة: القسم الأول يبدأ بقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* والقسمان الآخران يبدأ كل منهما بقوله تعالى: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ* ويتألف القسم الأول من ثلاثة مقاطع والثاني من مقطعين والثالث من مقطعين ثم تأتي الخاتمة، وللتسهيل فسنعرض السورة على أنها مقاطع مشيدين إلى الأقسام.

[آثار ونصوص]

روى الحاكم عن جبير بن نفير قال: (حججت فدخلت على عائشة فقالت لي:

يا جبير تقرأ المائدة؟ فقلت: نعم فقالت: أما إنّها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلّوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرّموه).

وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: (أنزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سورة المائدة وهو راكب على راحلته، فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها).

وقال عبد الله بن عمرو: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة والفتح) رواه الترمذي وقال حسن غريب.

فلنعط إذن لدراسة المائدة ما تستحقه من الأناة فإنها من الأهمّية بالمكان الكبير لمن يريد أن يفهم دين الله، ولمن يريد أن يتحرر من أسباب الضلال، وأن يستكمل قضية التقوى في نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>