الأمر بالمعروف، وإذا لاحظنا السياق والآية التي قبل هذه الآية ندرك أن الكلام في حالة هي: عند ما يصرّ الكافرون على التقليد، وندعوهم فلا يستجيبون، فإنّ ضلالهم لا يضرّنا عند الله.
[كلمة في السياق]
١ - جاءت هذه الآية في سياق القسم المبدوء بقوله تعالى: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وهذا يفيد أنّ من جملة المعاني التي أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يبلغها المؤمنين هذا المعنى، وهو أن على أهل الإيمان أن يبذلوا جهدهم كاملا في إصلاح أنفسهم، وأخذها بأسباب الهداية، وأنهم إن فعلوا ذلك لن يضرّهم ضلال الضلّال.
٢ - جاء قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ... بعد فقرات النّهي عن تحريم الطيبات، وتبيان بعض المحرمات، وبعد النهي عن صيد البر للمحرم، وبعد النهي عن السؤال المتعنت، مما يشير إلى أن هذه المعاني من الهداية التي ينبغي أن يأخذ المسلم نفسه بها، وأنه إن فعلها لا يضرّه ضلال الضلّال في شأنها.
٣ - وفي سياق الآية الواعظة التي تذكّرنا بالرجوع إلى الله إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً تأتي الفقرة الخامسة والتي تحدثنا عن وصيّة المغترب إذا مات ليختم المقطع بموضوع متصل بالأيمان، التي جاء حديث عنها في بداية المقطع لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ ....
٤ - لقد رأينا صلة المقطع الذي بأيدينا الآن بالمقطع الأول من السورة ومما ورد في المقطع الأول من السورة قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ والفقرة السادسة في هذا المقطع تبدأ بقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ .... وقبل أن نعرض الفقرة الأخيرة في المقطع فلننقل ما قاله صاحب الظلال عن الآية التي مرّت معنا.
نقل عن آية لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ
من كلام صاحب الظلال في آية عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ