كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ أي وجوزيت كل نفس جزاء ما عملت وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ بزيادة في سيئاتهم أو نقصان في حسناتهم.
[فائدة]
أنكر الله- عزّ وجل- على من إذا دعي إلى كتاب الله تولى ورفض فههنا إذن تأديب من الله لنا، أن إذا دعينا إلى كتاب الله أن نقبل ونقبل ثم بين الله- عزّ وجل- علة الرفض، وهي التصور الخاطئ لموضوع العقاب، لموضوع اليوم الآخر. إذا أدركنا هذا، أدركنا الصلة بين هذه المجموعة من الآيات، وما قبلها، إذ الجميع مرتبط بالموقف الصحيح من كتاب الله. فإذا أنكر الله عزّ وجل على من يرفض الاحتكام إلى التوراة فكيف بمن يرفض الاحتكام إلى القرآن أعظم كتب الله.
يقول تبارك وتعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يكون معظما لربه وشاكرا ومفوضا أمره إليه ومتوكلا عليه، ومعترفا له بأن الملك كله له يؤتيه من يشاء، وينزعه ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، فهو المعطي وهو المانع والمتصرف في خلقه بما يشاء، والفعال لما يريد، بيده الخير كله، وهو القادر على كل شئ. ومن مظاهر قدرته إدخال الليل في النهار والنهار في الليل. فترى هذا يزيد، وهذا ينقص على منتهى الدقة والكمال. ومن مظاهر قدرته، رزق من شاء، كما شاء. ثم نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين، وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة، وبين جل جلاله أن من يرتكب نهي الله هذا فقد برئ من الله إلا من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم، فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه وقلبه. ثم حذرنا الله نقمته في