بعد مقدمة سورة البقرة، دعا الله الناس جميعا ليسيروا في الطريق المؤدي إلى أن يكونوا من المتقين. وذلك بالسير في طريق العبادة والتوحيد. وتحداهم بهذا القرآن. وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبشر الذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات، بالجنة. وإذ كان الإيمان بالغيب، والإيمان بالقرآن، والكتب السابقة، ركنا من أركان التقوى. فههنا في سورة النساء التي تفصل في الطريق إلى التقوى وفي ماهيتها، يأتي الأمر بتجديد الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. ويأتي الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بتبشير المنافقين بالعذاب.
هناك في سورة البقرة وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ.
وفي السورة التي تفصل في ذلك المحور، تأتي التتمة: بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً.
وفي هذا السياق يحذرنا الله- عزّ وجل- من سلوك طريق النفاق.
وإذا كان أهل الكتاب مكلفين بالإيمان بالقرآن، ليكونوا من المتقين، فإنه في هذا السياق يقص الله علينا من أنبائهم، ومواقفهم ليستقر السياق على نفر منهم. لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ .... لاحظ
التشابه بين هذه الصفات، وبين صفات المتقين في سورة البقرة:
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ إن السورة التي تفصل في الطريق إلى التقوى، تصف التقوى،