إن المسلم إذا مات دخل الجنة، وأن الكافر إذا مات دخل النار، وهذا وهذا خالدان فيما هما فيه، إلا ما شاء الله، أي عند قيام القيامة فعندئذ يخرجان إلى المحشر ولا نار، حتى يدخلا الجنة والنار مرة ثانية. ولا أرجح من هذه الاتجاهات إلا الأول، لأنه هو الذي رجحه المفسرون الثقات.
٦ - من أوائل من طرح أفكارا ضالة في التاريخ الإسلامي الجهم بن صفوان الذي ينسب إليه الجهميون، ومن عقائد هذه الفرقة نفي الصفات للذات الإلهية، ونفي الكلام،
رأينا أن محور سورة هود الأمر بالعبادة، ورأينا المقطع الأول وأنه فصل في موضوع العبادة، وفي نهاية العابدين والكافرين، ورأينا المقاطع التالية، كيف أنها مثلت لعاقبة الرافضين والعابدين. والآن يأتي المقطع الأخير، ونلاحظ أنه مبدوء بذكر العبادة ومنته بذكر العبادة: فالآية الأولى منه فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ ما يَعْبُدُونَ إِلَّا كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ .. والآية الأخيرة منه وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ وفي الوسط قوله تعالى فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ... وقوله تعالى وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ ...
فالمقطع الأخير جاء بعد كل المقدمات التي تجعل عند الإنسان الاستعداد للتطبيق الخالص، ومن ثم فهو مقطع عمل في الغالب.
يمتد المقطع من الآية (١٠٩) إلى نهاية السورة (١٢٣) وهذا هو: