الصالحة، وما هو خلاف ما نهيتم عنه، أو هو طلب الولد، أو التسمية على الوطء، أو القبلة والمداعبة قبل الجماع. وَاتَّقُوا اللَّهَ: بعدم اجترائكم على مناهيه.
وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ أي: صائرون إليه، فمحاسبكم على أعمالكم جميعا، فاستعدوا للقائه. وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ: أي بما أعد الله لهم في الآخرة.
[سبب نزول هذه الآية]
عن جابر بن عبد الله قال: إن اليهود قالوا للمسلمين: من أتى امرأة وهي مدبرة جاء الولد أحول. فأنزل الله: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ. قال ابن جريج في الحديث: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مقبلة ومدبرة، إذا كان ذلك في الفرج». أخرجه ابن أبي حاتم. وعن ابن عباس:(كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب- وكانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم. فكانوا يقتدون كثيرا من فعلهم. وكان من أمر أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف. وذلك أستر ما تكون المرأة. فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم. وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا منكرا. ويتلذذون بهن مقبلات، ومدبرات، ومستلقيات. فلما قدم المهاجرون المدينة، تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار. فذهب يصنع بها ذلك. فأنكرته عليه، وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف، فاصنع ذلك، وإلا فاجتنبني. فسرى أمرهما، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ .. أي: مقبلات، ومدبرات، ومستلقيات. يعنى بذلك موضع الولد). قال ابن كثير: تفرد به أبو داود، ويشهد له بالصحة ما تقدم من الأحاديث. ولا سيما رواية أم سلمة. فإنها مشابهة لهذا السياق. وروى الإمام أحمد عن ابن عباس قال:(جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: هلكت. قال:«ما الذي أهلكك؟» قال: حولت رحلي البارحة. قال: فلم يرد عليه شيئا. قال: فأوحى الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ .... أقبل، وأدبر، واتق الدبر والحيضة). ورواه الترمذي من طريق آخر وقال: حسن غريب.
روى الإمام أحمد عن ابن عباس قال: أنزلت هذه الآية: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ في أناس من الأنصار، أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه؟. فقال النبي صلى الله عليه وسلم «ائتها على كل حال إذا كان في الفرج».