للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فوائد]

١ - في التأكيدات الأخيرة من قوله تعالى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ قال الألوسي: تعظيم لأمر الحق، وتحريض على اقتفائه، وتحذير عن متابعة الهوى، واستعظام لصدور الذنب عن الأنبياء وذو المرتبة الرفيعة إلى تجديد الإنذار عليه أحوج، حفظا لمرتبته، وصيانة لمكانته. فلا حاجة إلى القول بأن الخطاب للنبي، والمعني به غيره. لكن القرطبي يرى أن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم. والمراد به أمته.

٢ - عند قوله تعالى الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ يقول صاحب الظلال: (وإن كثيرا من طيبي القلوب ليظنون أن الذي يصد اليهود والنصارى عن الإسلام أنهم لا يعرفونه، أو لأنه لم يقدم إليهم في صورة مقنعة .. وهذا وهم .. إنهم لا يريدون الإسلام لأنهم يعرفونه. يعرفونه فهم يخشونه على مصالحهم وسلطانهم، ومن ثم يكيدون له ذلك الكيد الناصب الذي لا يفتر، بشتى الطرق، وشتى الوسائل، عن طريق مباشر، وعن طرق أخرى غير مباشرة. يحاربونه وجها لوجه، ويحاربونه من وراء ستار، ويحاربونه بأنفسهم، ويستهوون من أهله من يحاربه لهم تحت أي ستار ... )

٣ - وعند قوله تعالى: فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ يقول الألوسي:

(وليس المراد نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. لأن النهي عن شئ يقتضي وقوعه أو ترقبه من المنهي عنه، وذلك غير متوقع من ساحة حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم. بل المراد إما تحقيق الأمر، وأنه بحيث لا يشك فيه أحد كائنا من كان، أو الأمر للأمة بتحصيل المعارف المزيلة لما نهى عنه. فيجعل النهي مجازا عن ذلك الأمر. وعند النص نفسه يقول صاحب الظلال: «وما أجدرنا نحن اليوم أن نستمع إلى هذا التحذير، ونحن في بلاهة منقطعة النظير- نروح نستفتي المستشرقين- من اليهود والنصارى والشيوعيين الكفار .. في أمر ديننا، ونتلقى عنهم تاريخنا، ونأمنهم على

<<  <  ج: ص:  >  >>