الحكمة: تسخير الله الكون والبحر للإنسان. ومن مظاهر العزة: مجازاة الإنسان، والفصل بين المختلفين في الشريعة، والمطالبة باتباع الشريعة، وتولي الله لأهل التقوى، وهذا يذكرنا بما قلناه من قبل أنّ السورة مظهر لا سمي الله العزيز الحكيم، اللذين بدأت بهما السورة.
٦ - وهكذا نجد المقطع في مجموعتيه عمّق موضوع كون القرآن هدى، وذكر صفات من يهتدي به، وشروط هذه الهداية، وبيّن طبيعة الذين لا يهتدون. إنها طبيعة آثمة كاذبة مستكبرة باغية جاهلة متّبعة للهوى، أما الطبيعة المهتدية فمن خصائصها الإيمان، والعقل، والفكر، واليقين، والاتباع، والصدق، والطاعة، والإنصاف، والعلم. ومن ثم يأتي المقطع الثاني مبتدئا بموازنة بين أهل الإيمان والعمل الصالح، وبين أهل الإثم. وكنا ذكرنا أن المقطع الثاني يتألف من مجموعتين. إلا أنه لتداخل معاني المجموعتين تعرض المقطع كله عرضا واحدا فلنره:
[المقطع الثاني من سورة الجاثية ويمتد من الآية (٢١) إلى نهاية الآية (٣٧) أي: إلى نهاية السورة، وهذا هو]