للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصير إلى قل».

٤ - روى مسلم، والترمذي، والنسائي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب- ولا يصعد إلى الله إلا الطيب- فإن الله يقبلها بيمينه، فيربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى يكون مثل أحد».

ولننتقل إلى المجموعة الثانية في فقرة الربا:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ* وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ.

[المعنى العام]

في الآية الأولى يأمر الله المؤمنين بتقواه، وينهاهم عما يقربهم من سخطه ويبعدهم عن رضاه، بأن يخافوه، ويراقبوه فيما يفعلون. وأن يتركوا ما لهم على الناس من زيادة على رءوس الأموال في حالة ابتلائهم بالربا، ومخالطتهم له إن كانوا مؤمنين بما شرع الله لهم من تحليل البيع وتحريم الربا، وغير ذلك.

وفي الآية الثانية تهديد شديد، ووعيد أكيد لمن استمر على تعاطي الربا بعد الإنذار، بأن أعلن على أصحاب ذلك الحرب من الله ورسوله، والحرب من رسول الله، حرب عقوبة دنيوية، ولذلك قال ابن عباس: فمن كان مقيما على الربا لا ينزع عنه، كان حقا على إمام المسلمين أن يستتيبه. فإن نزع، وإلا ضرب عنقه. والحرب من الله، مظهرها العقوبة الربانية في الدنيا، والعقوبة الأخروية. قال ابن عباس: يقال يوم القيامة لآكل الربا: خذ سلاحك للحرب. ثم بين الله عزّ وجل أن من تاب فله رأس ماله فقط. لا يظلم بأخذ زيادة، ولا يظلم بأن ينقص من رأس ماله.

وفي الآية الثالثة يأمر تعالى بالصبر على المعسر الذي لا يجد وفاء. لا كما كان أهل الجاهلية يفعلون. يقول أحدهم لمدينه إذا حل عليه الدين: إما أن تقضي، وإما أن تربي.

<<  <  ج: ص:  >  >>