للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلم جزء من جماعة، ولأن مظهر التزامه بالجماعة هو الطاعة، فهناك تلازم بين التقوى والطاعة، غير أن الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لها شأن خاص، إذ بدون طاعة للرسول لا يكون الإنسان مسلما. إن التقوى والطاعة هما علامتا إسلام المسلم، وعلى قدر طاعته وتقواه يكون داخلا في الإسلام كله، ومن ثم كانت السورة تفصيلا لمحورها ضمن حيزه البعيد يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وكذلك هي تفصيل لمحورها ضمن حيزه القريب. فقصة طالوت تبرز أهمية الطاعة للقيادة المسلمة، وهي القصة التي تأتي قبل الآية التي هي محور سورة الشعراء مباشرة.

...

هاتان ملاحظتان بارزتان حول سورة الشعراء، تبينان صحة ما ذهبنا إليه عن السورة ومحورها، وحيز هذا المحور، وهو موضوع سيتعمق من خلال السير في فهم السورة التي تتألف من مقدمة، وخاتمة، ومجموعة قصص. فلنبدأ عرض السورة.

[المقدمة: وهي المجموعة الأولى]

وتمتد من الآية (١) إلى نهاية الآية (٩) وهذه هي مع البسملة.

بسم الله الرحمن الرحيم

[سورة الشعراء (٢٦): الآيات ١ الى ٩]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

طسم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٣) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (٤)

وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (٥) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٦) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (٧) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>