للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ* وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

ثم تأتي قصة هود وقصة صالح وقصة لوط وقصة شعيب عليهم السلام وكل منها تختم بنفس الآيتين:

إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ* وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ.*

ثم تأتي خاتمة السورة وهي مبدوءة بقوله تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ* نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ* بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ* وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ* أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ ....

وفي أواخر السورة نجد: وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ ...

فأنت ترى أن للسورة من أولها إلى آخرها صلة بقوله تعالى من سورة البقرة:

تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إن صلة السورة بهذه الآية واضحة، ومن ثم لم نتكلف إذ قلنا إن هذه الآية هي محور السورة.

...

وعند قصة كل رسول في السورة نجد أن لازمة تتكرر، هذه اللازمة هي قول كل رسول لقومه فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ إن هذه الآية تتكرر في قصة كل رسول، إما مرة أو مرتين، ما عدا قصة موسى عليه السلام. حتى إذا وصلنا إلى خاتمة السورة وجدنا قوله تعالى: وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ.

مما يدل على أن التقوى والطاعة هدفان بعث من أجلهما كل رسول فإذا تذكرنا أن محور السور آت في سياق قوله تعالى: ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً فهذا يعني أنه لا إسلام إلا بتقوى وطاعة.

...

وفي كتابنا (جند الله ثقافة وأخلاقا) أبرزنا فكرة أن التقوى هي مطلب الله من كل عبد. فالإسلام مجموعة أحكام الله في كل شئ، ولكن ما يطالب به كل مسلم من هذا الإسلام هو التقوى. وقد شرحنا هناك ماهية التقوى في الاصطلاح الإسلامي، ولأن

<<  <  ج: ص:  >  >>