تتحدث الفقرة في جولتها الأولى عن الميثاق الذي أخذ على بني إسرائيل، وماذا فعلوا فيه، وتتحدث في جولتها الثانية عما عوقب به المخالفون لأمر الله في البست، وتتحدث في الجولة الثالثة عن حادثة كشف القاتل، ثم تنتهي الفقرة بآية تتحدث عما أصيبت به قلوب بني إسرائيل من قسوة زادت على قسوة الحجارة وهي في جولتيها الثانية والثالثة تبرز من مظاهر الجلال الإلهي ما يستجيش أعظم مظاهر الرهبة من الله جل جلاله.
[التفسير]
وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ بقبول ما في التوراة وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ قال ابن عباس: إنهم لما امتنعوا عن الطاعة رفع عليهم الجبل ليسمعوا خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ. أي: خذوا التوراة بجد واجتهاد وعزيمة، وذلك بالعلم والعمل وَاذْكُرُوا ما فِيهِ. أي: بحفظه ودراسته وتذكره وعدم نسيانه والغفلة عنه لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أي رجاء أن تكونوا من المتقين الناجين عند الله
ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ. أي: ثم أعرضتم عن الميثاق والوفاء به، أي إنهم بعد ذلك الميثاق المؤكد العظيم انثنوا عنه ونقضوه فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ بتأخير العذاب عنكم أو بتوفيق الله إياكم للتوبة عليكم وإرسال النبيين والمرسلين إليكم لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ. أي: الهالكين بنقضكم ذلك الميثاق في العذاب بالدنيا والآخرة