عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى ما شاء الله. يقول الله: إلا الصوم. فإنه لي، وأنا أجزي به. يدع طعامه، وشرابه من أجلي. للصائم
فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، الصوم جنة، الصوم جنة». هذا لفظ أحمد.
ولنلاحظ في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم:«إلى سبعمائة ضعف، إلى ما شاء الله». لندرك أن عند الله المزيد. وهذا يرجح أنه يدخل في تفسير قوله تعالى: وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ الزيادة على السبعمائة.
- في الآية الأولى، نهي لنا أن نبطل صدقاتنا بالمن والأذى، كما يفعل ذلك المرائي الذي لا يؤمن بالله، واليوم الآخر. ويظهر أنه يريد وجه الله. وإنما قصده مدح الناس له. أو شهرته بالصفات الجميلة، ليشكر بين الناس، أو يقال إنه كريم، ونحو ذلك من المقاصد الدنيوية مع قطع نظره عن معاملة الله، وابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه. ثم ضرب الله مثلا لذلك المرائي ومشابهته في بطلان الصدقة، بذاك الذي يتبع نفقته منا أو أذى، فمثله كمثل صخر أملس عليه تراب، فأصاب الصخر مطر شديد. فترك المطر الشديد هذا الصخر أملس يابسا، لا شئ عليه من ذلك التراب. بل قد ذهب كله. أي وكذلك أعمال المرائين وأمثالهم، تذهب وتضمحل عند الله، وإن ظهر لهم أعمال فيما يرى الناس كالتراب. ولكنهم لا يجدون ثواب شئ مما أنفقوه عند الله. ثم بين الله عزّ