للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنعه منه وَمَأْواهُ النَّارُ. أي: ومرجعه إليها وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ.

أي: وما للكافرين من معين ولا ناصر ولا منقذ مما هم فيه، وهو من كلام الله أو من كلام عيسى

لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ.

أي: وما إله قط في الوجود إلا إله موصوف بالوحدانية لا ثاني له، وهو الله وحده لا شريك له وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ من الافتراء والكذب والكفر لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ قال منهم لأن بعضهم يسلمون أو أسلموا عَذابٌ أَلِيمٌ.

أي: نوع شديد الألم من العذاب

أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ. أي: ألا يتوبون بعد هذه الشهادة المكرّرة عليهم بالكفر، وهذا الوعيد الشديد عما هم عليه، وفيه تعجيب من إصرارهم وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. أي: يغفر لهؤلاء إن تابوا ولغيرهم

مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ هذا نفي للألوهية عنه قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ. أي: إلا رسول من جنس الرسل الذين خلوا من قبله، وإبراؤه الأكمه والأبرص، وإحياؤه الموتى، لم يكن منه، لأنه ليس إلها، بل الله أبرأ الأكمه والأبرص وأحيا الموتى على يده، كما أحيا العصا وجعلها حية تسعى على يد موسى، وخلقه من غير ذكر، كخلق آدم من غير ذكر وأنثى وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ أي وما أمه أيضا إلا كبعض النساء المصدّقات للأنبياء المؤمنات بهم كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ هذا إبعاد لهما عما نسب إليهما من معاني الألوهية، لأنّ من احتاج إلى الاغتذاء بالطعام وما يتبعه من الهضم والنّقض، لم يكن إلا جسما مركّبا من لحم وعظم وعروق وأعصاب، وغير ذلك مما يدلّ على أنّه مصنوع مؤلف كغيره من الأجسام انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ.

أي: الأعلام من الأدلة الظاهرة على بطلان قولهم ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ. أي:

كيف يصرفون عن استماع الحقّ وتأمّله بعد هذا البيان. وهذا تعجيب من الله تعالى في ذهابهم عن الفرق بين الرب والمربوب

قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً. أي: أتعبدون عيسى! وهو لا يستطيع أن يضرّكم بمثل ما يضرّكم به الله من البلاء والمصائب في الأنفس والأموال، ولا أن ينفعكم بمثل ما ينفعكم به من صحّة الأبدان والسّعة والخصب، لأن كل ما يستطيعه البشر من المضار والمنافع، فبتخليقه تعالى فكأنه لا يملك منه شيئا،

وهذا دليل قاطع على أنّ أمره مناف للربوبيّة حيث جعله لا يستطيع ضرّا ولا نفعا، وصفة الرب أن يكون قادرا على كل شئ لا يخرج مقدور عن قدرته وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. أي: أتشركون بالله ولا تخشونه وهو الذي يسمع ما تقولونه، ويعلم ما تعتقدونه

قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>