يأتي هذا المقطع ليحدثنا عن الأمة التي فعل الله من أجلها ما فعل، كيف كان موقفها من الهدى المنزل إليها، وإذ كان السياق عن بني إسرائيل في هذا المقطع قد انتهى بالبشارة بالنبي الأمي عليه الصلاة والسلام فإن السياق يتوجه لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أن يعلن أنه رسول الله إلى الناس جميعا، وبعد هذا الإعلان يعود السياق إلى الكلام عن بني إسرائيل، وإذ قد أرانا السياق في المقطع مظاهر من مواقفهم الظالمة فإن الآية الأخيرة تذكر أن هناك من بني إسرائيل أمة يهدون بالحق وبه يعدلون حتى لا يفهم فاهم أن كل بني إسرائيل كانوا على وتيرة واحدة، وليعرف العارفون أن من أجل أمثال هؤلاء يفعل الله الكثير ويعطي الكثير.
قال صاحب الظلال بين يدي هذا الدرس وامتداداته:
(في هذا الدرس تمضي قصة موسى- عليه السلام- في حلقة أخرى .. مع قومه بني إسرائيل، بعد إذ أنجاهم الله من عدوهم، وأغرق فرعون وملأه، ودمر ما كانوا يصنعون وما كانوا يعرشون .. إن موسى عليه السلام لا يواجه اليوم طاغوت فرعون وملئه، فقد انتهت المعركة مع الطاغوت .. ولكنه يواجه معركة أخرى- لعلها أشد وأقسى وأطول أمدا- إنه يواجه المعركة مع «النفس البشرية» يواجهها مع رواسب