١ - قلنا إن محور السورة هو قوله تعالى: لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وقد جاءت هذه الفقرة لتذكّرنا بالله وبمظاهر قدرته وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ.
٢ - تختتم الآية التالية لآية المحور بقوله تعالى: وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ وقد قرّرت هذه الفقرة أن المصير إلى الله وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ وهذا وذلك من مظاهر ارتباط الفقرة بمحور السورة.
٣ - أقامت هذه الفقرة الحجة على منكري البعث، وعلى الكافرين بالحق، ورسمت الطريق لرسول الله صلّى الله عليه وسلم ولأهل الإيمان أن يصبروا، وأن يعبدوا، وأن يبلّغوا.
فوائد [حول السورة]:
١ - [ردود ابن كثير على من زعم أن المراد ب (ق) جبل اسمه (قاف)]
لابن كثير تحقيقات رفيعة في ردّ الأقوال الباطلة ذات الأصول الغريبة، ومن ذلك رده اللطيف على من زعم أن المراد ب (ق) جبل اسمه قاف محيط بالعالم، وهو كلام باطل عجيب، إذ واضح لكل متأمل أن قاف حرف كبقية الأحرف التي ابتدأت بها سور قرآنية. قال ابن كثير:(وقد روي عن بعض السلف أنهم قالوا (ق) جبل محيط بجميع الأرض يقال له جبل قاف، وكأن هذا- والله أعلم- من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض الناس لما رأى من جواز الرواية عنهم مما لا يصدق ولا يكذب، وعندي أن هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم يلبسون به على الناس أمر دينهم، كما افتريت في هذه الأمة- مع جلالة قدر علمائها وحفاظها وأئمتها- أحاديث عن النبي صلّى الله عليه وسلم، وما بالعهد من قدم، فكيف بأمة بني إسرائيل مع طول المدى وقلة الحفاظ النقاد فيهم، وشربهم الخمور، وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه، وتبديل كتب الله وآياته، وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله «وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» فيما قد يجوزه العقل، فأما فيما تحيله العقول، ويحكم فيه بالبطلان، ويغلب على الظنون كذبه، فليس من هذا القبيل والله أعلم. وقد أكثر كثير من السلف من