للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقطع الأول ويمتدّ من الآية (٣) إلى نهاية الآية (٦) وهذا هو:

٣٤/ ٦ - ٣

[التفسير]

وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ هذا منهم نفي للبعث، وإنكار لمجئ الساعة قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ أي ليس الأمر إلا إتيانها، أكّد مجيئها بحرف الجواب (بلى) وبالقسم بالله، وباللام، وبنون التوكيد، وهذا غاية التوكيد؛ للتدليل على صحّة المجئ، وفيه بيان أنّ إنكارهم بلغ الغاية، حتى احتاج الجواب إلى هذه المؤكّدات عالِمِ الْغَيْبِ أتبع التوكيد القسمي بهذا الوصف؛ لأنّ عظمة المقسم به تؤذن بقوة حال المقسم عليه، وهو إتيان الساعة، وبشدّة ثباته واستقامته، لأنّه بمنزلة الاستشهاد على الأمر، وكلما كان المستشهد به أرفع منزلة كانت الشهادة أقوى وآكد، والمستشهد عليه أثبت وأرسخ، ولمّا كانت قيامة الساعة من مشاهير الغيوب، وأدخلها في الخفية، كان الوصف بما يرجع إلى علم الغيب أولى وأحق لا يَعْزُبُ عَنْهُ أي لا يغيب عنه مِثْقالُ ذَرَّةٍ أي قدر ذرة فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ من مثقال ذرة وَلا أَكْبَرُ من مثقال ذرة إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ أي إلا وهو مذكور في اللوح المحفوظ، فالجميع مندرج تحت علمه، ومسجّل،

<<  <  ج: ص:  >  >>