هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا أي: لينة سهلة، مذللة مسخرة معبدة للإنسان يستطيع أن يستفيد منها ويطمئن فيها فَامْشُوا فِي مَناكِبِها أي: في جوانبها استدلالا واسترزاقا، أو في جبالها وطرقها. قال ابن كثير: أي: فسافروا حيث شئتم من أقطارها، وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات. أقول: وهذا مظهر من مظاهر تذليلها وتسخيرها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ أي: من رزق الله فيها، وهذا مظهر ثان من مظاهر تسخيرها أن أوجد فيها كل ما يحتاجه الإنسان لرزقه وَإِلَيْهِ
النُّشُورُ
أي: المرجع يوم القيامة. قال النسفي: أي: وإليه نشوركم فهو سائلكم عن شكر ما أنعم به عليكم.
[كلمة في السياق]
١ - يلاحظ أن الرجوع إلى الله قد ذكر في الآية الأولى من آيتي المحور:
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ثم جاءت الآية الثانية في المحور وهي كالدليل على ما ورد في الآية الأولى من خلق الموت والحياة والرجوع إلى الله فقالت: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ونلاحظ أن الرجوع إلى الله في السورة ذكر هنا بجانب تذليل الله عزّ وجل الأرض للإنسان هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ فالرجوع إلى الله ذكر هاهنا بجانب المعنى الذي يرجع إلى آية المحور الثانية