عندها من أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم: ما بالك يا حولاء متغيرة اللون لا تمتشطين ولا تتطيبين؟
فقالت: وكيف أمتشط وأتطيب وما وقع عليّ زوجي وما رفع عني ثوبا، منذ كذا وكذا، قال: فجعلن يضحكن من كلامها. فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهن يضحكن، فقال:«ما يضحككن؟» قالت: يا رسول الله إن الحولاء سألتها عن أمرها فقالت:
ما رفع عني زوجي ثوبا منذ كذا وكذا، فأرسل إليه فدعاه فقال:«ما لك يا عثمان؟» قال: إني تركته لله لكي أتخلى للعبادة، وقصّ عليه أمره، وكان عثمان قد أراد أن يجبّ نفسه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«أقسمت عليك إلا رجعت فواقعت أهلك»، فقال:
يا رسول الله إني صائم، فقال:«أفطر» فأفطر وأتى أهله، فرجعت الحولاء إلى عائشة وقد امتشطت واكتحلت وتطيبت، فضحكت عائشة وقالت: ما لك يا حولاء؟
فقالت: إنه أتاها أمس، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«ما بال أقوام حرّموا النساء والطعام والنّوم؟ ألا إني أنام وأقوم، وأفطر وأصوم، وأنكح النساء، فمن رغب عني فليس مني». فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا يقول لعثمان: لا تجبّ نفسك فإنّ هذا هو الاعتداء، وأمرهم أن يكفروا عن أيمانهم فقال: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ، وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ رواه ابن جرير.
[٥، ٦ - آثار حول قوله تعالى .. لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ .. ]
٥ - روى الأعمش .. عن عمرو بن شرحبيل قال: جاء معقل بن مقرّن إلى عبد الله بن مسعود فقال: إني حرّمت فراشي فتلا هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ الآية. وروى الثوري ... عن مسروق قال: كنّا عند عبد الله بن مسعود فجئ بضرع فتنحّى رجل فقال له عبد الله: ادن، فقال: إنّي حرمت أن آكله، فقال عبد الله: ادن فاطعم وكفّر عن يمينك، وتلا هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ الآية. رواه ابن أبي حاتم.
٦ - روى ابن أبي حاتم أن زيد بن أسلم قال: إن عبد الله بن رواحة ضافه ضيف من أهله، وهو عند النبي صلّى الله عليه وسلّم ثمّ رجع إلى أهله فوجدهم لم يطعموا ضيفهم
انتظارا له، فقال لامرأته: حبست ضيفي من أجلي، هو عليّ حرام، فقالت امرأته: هو عليّ حرام. وقال الضيف: هو عليّ حرام، فلما رأى ذلك وضع يده، وقال: كلوا باسم الله، ثم ذهب إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فذكر الذي كان منهم، ثمّ أنزل الله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ. وهذا أثر منقطع. وفي البخاري في قصة