للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ملاحظة]

ختمت المجموعة الثانية بقوله تعالى: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ وختمت المجموعة الثالثة بالأمر نفسه فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ مما كان دليلا لنا في معرفة مجموعات السورة، إضافة إلى المعاني، وكنا ذكرنا من قبل أن دليلنا إلى معرفة المقاطع والفقرات والمجموعات داخل السورة الواحدة هو المعاني أولا، وبعض المعالم التي يستأنس بها، وقل مثل ذلك بالنسبة لأقسام القرآن عامة، وللمجموعات في كل قسم.

[التفسير]

فَلا أُقْسِمُ أي: فأقسم بِمَواقِعِ النُّجُومِ أي: منازلها من هذا الفضاء الواسع

وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ولا يعلم عظمته إلا من عرف سعة هذا الكون وكثرة نجومه ومجراته، وهي مع كثرتها فإنه يستحيل في منطق الأسباب أن يصطدم نجم بنجم، ولنا في الفوائد كلام عن هذا. قال ابن كثير: (أي وإن هذا القسم الذي أقسمت به لقسم عظيم، لو تعلمون عظمته لعظمتم المقسم به عليه)

إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ أي: حسن مرضي، أو نفاع جم المنافع، أو كريم على الله، دلل بالقسم الذي هو في بابه معجزة- لأن الناس قديما ما كانوا يعرفون عن موضوع مواقع النجوم وعظمته ما يعرفه الناس الآن، مما يدل على أن هذا القرآن من عند الله- دلل بهذا القسم على أن هذا القرآن كريم، وأنه من عند الله وحده، وأنه

فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ أي: محفوظ، وهو اللوح المحفوظ، والمكنون هو المصون عن أن يأتيه الباطل، أو المحفوظ عن غير الملائكة المقربين فلا يطلع عليه من سواهم

لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ قال ابن عباس: يعني الملائكة، وقال ابن زيد: زعمت كفار قريش

<<  <  ج: ص:  >  >>