جبير أن أرواح الأحياء وأرواح الأموات تلتقي في المنام فيتعارف منها ما شاء الله أن يتعارف، فيمسك التي قضى عليه الموت، ويرسل الأخرى إلى أجسادها إلى انقضاء مدة حياتها، وروي أن أرواح المؤمنين تعرج عند النوم في السماء، فمن كان منهم طاهرا أذن له في السجود، ومن لم يكن منهم طاهرا لم يؤذن له فيه).
٢ - [كلام المؤلف حول تحديد سبب إعراض الكافرين بمناسبة آية وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ .. ]
بمناسبة قوله تعالى: وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أقول: إن العلة الكبرى في المواقف الخاطئة هي انعدام أو نقص الإيمان باليوم الآخر، فهو الذي ينبع عنه ما ينبع، ومن ذلك هذا الاشمئزاز الذي يقابل به الكافرون ذكر اسم الله وحده، وهو داء استشرى في عصرنا، فإنك إذا ذكرت أن الشفاء بيد الله، والنصر بيد الله، أو غير ذلك من الكلام الذي هو توحيد محض، رأيت الاشمئزاز يعلو وجوه كثيرين، وإذا ذكرت عالم الأسباب وتأثيرات الأسباب تستبشر القلوب المنكرة، والوجوه، ومن ثم فإن على الدعاة إلى الله أن يحيوا قضية الإيمان باليوم الآخر بأن يدلّلوا، ويعظوا، ويذكّروا، والله الموفق.
بمناسبة قوله تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ قال النسفي: (وعن ابن المسيب: لا أعرف آية قرئت فدعي عندها إلا أجيب سواها) وقال ابن كثير: (روى مسلم في صحيحه: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت عائشة رضي الله عنها بأي شيء كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل، قالت رضي الله عنها:
كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم». وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «من قال: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الدنيا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد، إلا قال الله عزّ وجل لملائكته يوم القيامة: إن عبدي قد عهد إلي عهدا فأوفوه إياه فيدخله الله الجنة» وروى الإمام أحمد عن يحيى بن عبد الله أن أبا عبد الرحمن حدثه قال: أخرج لنا عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما قرطاسا وقال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يعلمنا نقول: «اللهم فاطر