اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ أي: قربت القيامة وَانْشَقَّ الْقَمَرُ نصفين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم آية للناس، قال ابن كثير:(قد كان هذا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ورد ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة) ولنا عودة إلى هذين الموضوعين في الفوائد.
وَإِنْ يَرَوْا أي: وإن ير الكافرون آيَةً أي دليلا وحجة وبرهانا يدل على صدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يُعْرِضُوا أي عن الإيمان. قال ابن كثير:(أي لا ينقادون له بل يعرضون عنه ويتركونه وراء ظهورهم) وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ قال النسفي: (أي محكم قوي ... أو دائم مطرد، أو مار ذاهب يزول ولا يبقى) ولم يذكر ابن كثير إلا الثالث فقال: (أي ذاهب، وقاله مجاهد وقتادة وغيرهما: أي باطل مضمحل لا دوام له) وأرجح أن يكون المراد بالاستمرار ظاهره أي الدوام والاطراد، فكأنهم أرادوا أن يقولوا أن ما يظهر على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرة كونية مستمرة هي من باب السحر، وليست خارقة معجزة من الله تدل على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغه عن الله