يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ هذا يدل على أنه لا نجاة إلا بهذه التجارة،
قال ابن كثير: ثم فسر هذه التجارة العظيمة التي لا تبور، والتي هي محصلة للمقصود ومزيلة للمحذور فقال: تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ قال النسفي: (كأنهم قالوا كيف نعمل؟ فقال تؤمنون ... ) وهو بمعنى آمنوا وجاهدوا عند سيبويه ولهذا أجيب بقوله يَغْفِرْ لَكُمْ أي: ولذلك جزم الجواب، وإنما جئ به على لفظ الخبر للإيذان بوجوب الامتثال، وكأنه امتثل فهو يخبر عن إيمان وجهاد موجودين ذلِكُمْ أي:
ما ذكر من الإيمان والجهاد خَيْرٌ لَكُمْ أي: من تجارة الدنيا والكد لها والتصدي لها وحدها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أي: إن كان عندكم علم حقيقي
ثم بين لم كان الإيمان بالله والرسول والجهاد خيرا لهم فقال: يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ أي: في جنات إقامة وخلود، قال ابن كثير: (أي: إن فعلتم ما أمرتكم به ودللتكم عليه غفرت لكم الزلات، وأدخلتكم الجنات والمساكن الطيبات والدرجات العاليات ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ