للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ أي المصائب وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ في أوقاتها وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ أي المؤدين حق الله فيما أوجب عليهم من أداء فرائض أي وينفقون ما آتاهم

الله من طيب الرزق على أهليهم وأقاربهم وفقرائهم ومحاويجهم ويحسنون إلى الخلق

وَالْبُدْنَ جمع: بدنة سميت به لعظم بدنها، وهذا الاسم في الشريعة يتناول الإبل والبقر جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ أي من أعلام الشريعة التي شرعها الله، وجعلها من شعائره هو أنه جعلها تهدى إلى بيته الحرام بل هي أفضل ما يهدى إليه لَكُمْ فِيها خَيْرٌ أي خير في الدنيا وأجر في العقبى فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها أي عند نحرها صَوافَّ أي قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهن فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها أي إذا سقطت جنوبها على الأرض بعد نحرها، وسكنت حركتها فَكُلُوا مِنْها أي إن شئتم فالأمر للإباحة وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ أي السائل وَالْمُعْتَرَّ أي الذي يريك نفسه ويتعرض ولا يسأل، وقيل: القانع الراضي بما عنده، وبما يعطى من غير سؤال، والمعتر: المتعرض للسؤال كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ أي كما أمرناكم بنحرها سخرناها لكم، أي ذللناها لكم مع قوتها وعظم أجرامها لتتمكنوا من نحرها لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أي لتشكروا إنعام الله عليكم، أو المعنى: من أجل ما مر ذللناها لكم، وجعلناها منقادة لكم خاضعة، إن شئتم ركبتم، وإن شئتم جلستم، وإن شئتم ذبحتم؛ من أجل أن تشكروا الله على عنايته بكم

لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها أي لن يصيب رضا الله اللحوم المتصدق بها، ولا الدماء المراقة بالنحر وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ أي بالتقوى تنالون رضا الله والمعنى: لن يرضي المضحون والمقربون ربهم إلا بمراعاة النية والإخلاص ورعاية شروط التقوى كَذلِكَ أي من أجل ذلك سَخَّرَها لَكُمْ أي من أجل أن تتحققوا بالتقوى سخرها لكم، إذ تنتفعون بها كما شرع وتضحون بها كما أمر، وتلتزمون في شأنها بما أوصى لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ أي لتسموا الله عند الذبح، أو لتعظموا الله عَلى ما هَداكُمْ أي على ما أرشدكم إليه من دينه وشرعه، وما يحبه وما يرضاه، ونهاكم عن فعل ما يكرهه ويأباه وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ بالثواب، والمحسنون: هم الممتثلون أوامره، المراقبون له في كل حال، القائمون بحدوده، المتبعون ما شرع، المصدقون لرسوله صلى الله عليه وسلم فيما أبلغهم، وجاءهم به من عند ربه عزّ وجل، وبهذا انتهت المجموعة الخامسة من المقطع الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>