للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على كل أرض مصر وحل في جميع تخوم مصر شئ ثقيل جدا لم يكن قبله جراد هكذا مثله ولا يكون بعده كذلك. وغطى وجه كل الأرض حتى أظلمت الأرض. وأكل جميع عشب الأرض وجميع ثمر الشجر الذي تركه البرد. حتى لم يبق شئ أخضر في الشجر ولا في عشب الحقل في كل أرض مصر).

ويتردد في هذا المقام تعبير (ولكن شدد الرب قلب فرعون فلم يطلق بني إسرائيل).

(ولكن شدد الرب قلب فرعون فلم يسمع لهما كما كلم الرب موسى) قد يكون في هذه الروايات الإسرائيلية مظهر من مظاهر إجابة دعوة موسى وهارون في الطمس على الأموال والتشديد على القلوب إن صحت.

وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ هذه المجاوزة المعجزة التي مرت معنا في سورة الأعراف وتمر من بعد فَأَتْبَعَهُمْ أي فلحقهم فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً أي ظلما وعدوانا حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. فآمن حيث لا ينفعه الإيمان

آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ أي هذا الوقت تؤمن وقد عصيت الله قبل هذا وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ بضلالك وإضلالك عن الإيمان

فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ أي نخرجك من البحر بِبَدَنِكَ أي جسدك الذي لا روح فيه لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ أي لمن بعدك آيَةً أي عبرة وعظة فيعرفوا عبوديتك ولا يقدموا على مثل فعلك وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ أي لا يتعظون بها ولا يعتبرون.

[فوائد]

١ - انعقد إجماع الأمة الإسلامية على عدم نجاة فرعون وأن إيمانه لا يقبل، وسبب ذلك أن سنة الله إذا جاء العذاب قوما قبل أن يؤمنوا فإن إيمانهم لا يقبل ساعئتذ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ* فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ (غافر:

٨٤، ٨٥).

٢ - عند قوله تعالى: آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ قال الألوسي: (والقائل له ذلك قيل: هو الله تعالى، وقيل: هو جبريل عليه السلام،

<<  <  ج: ص:  >  >>