بها شئ ولكن آثرنا نقلها ومن ثمّ فقد عقدنا ثلاثة فصول:
فصل: في اتجاهات المفسرين في شأن (آزر) وفصل في تحليل العقاد حول كلمة (آزر) وفصل في الأخبار التلمودية.
[فصل في اتجاهات المفسرين حول آزر]
قال الألوسي: آزر بزنة آدم علم أعجمي لأبي إبراهيم عليه السلام وكان من قرية من سواد الكوفة، وقال الزجاج: ليس بين النسابين اختلاف في أن اسم أبي إبراهيم عليه السلام تارح بتاء مثناة فوقية وألف بعدها مهملة مفتوحة، وحاء مهملة. ويروى بالخاء المعجمة. وأخرج ابن المنذر بسند صحيح عن ابن جريج أن اسمه تيرح أو تارح.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن اسم أبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام يازر، واسم أمه مثلى. وإلى كون آزر ليس اسما له ذهب مجاهد وسعيد بن المسيب وغيرهما. واختلف الذاهبون إلى ذلك. فمنهم من قال: إن آزر لقب لأبيه عليه السلام. ومنهم من قال: اسم جده. ومنهم من قال: اسم عمه- والعم والجد يسميان أبا مجازا-. ومنهم من قال: هو اسم صنم: وروي ذلك عن ابن عباس.
والسدي. ومجاهد رضي الله تعالى عنهم. ومنهم من قال: هو وصف في لغتهم ومعناه المخطئ. وعن سلمان التيمي قال: بلغني أن معناه الأعوج. وعن بعضهم أنه الشيخ الهرم بالخوارزمية. وعلى القول بالوصفية يكون منع صرفه للحمل على موازنه وهو فاعل المفتوح العين فإنه يغلب منع صرفه لكثرته في الأعلام الأعجمية. وقيل: الأولى أن يقال: إنه غلب عليه فألحق بالعلم. وبعضهم يجعله نعتا مشتقا من الأزر بمعنى القوة.
أو الوزر بمعنى الإثم. ومنع صرفه حينئذ للوصفية، ووزن الفعل؛ لأنه على وزن أفعل.
وعلى القول بأنه بمعنى الصنم يكون الكلام على حذف مضاف وإقامة المضاف إليه مقامه أي عابد آزر .... والذي عوّل عليه الجم الغفير من أهل السنة أن آزر لم يكن والد إبراهيم عليه السلام وادّعوا أنه ليس في آباء النبي صلّى الله عليه وسلّم كافر أصلا لقوله عليه الصلاة والسلام:«لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات، والمشركون نجس» وتخصيص الطهارة بالطهارة من السفاح لا دليل له يعوّل عليه. والعبرة لعموم اللفظ لا لخصوص السبب. وقد ألّفوا في هذا المطلب الرسائل واستدلوا له بما استدلوا، والقول بأن ذلك قول الشيعة- كما ادعاه الإمام الرازي- ناشئ من قلة التتبع، وأكثر هؤلاء على أن آزر اسم لعم إبراهيم عليه السلام».