للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفقرة الثانية]

وتمتد من الآية (٨) إلى نهاية الآية (١٦) وهذه هي:

[سورة القلم (٦٨): الآيات ٨ الى ١٦]

فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (٨) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (٩) وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢)

عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ (١٣) أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (١٤) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٥) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (١٦)

[التفسير]

فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ قال ابن كثير رابطا بين هذه الآية وما قبلها: (يقول تعالى كما أنعمنا عليك وأعطيناك الشرع المستقيم، والخلق العظيم فلا تطع المكذبين) وقال النسفي: (في الآية تهييج على معاصاتهم)

ثم علل الله عزّ وجل للنهي بقوله:

وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ أي: ودوا لو تلين لهم فيلينون لك. دل هذا على أن أهل الكفر والتكذيب تنصب محاولاتهم على أن يتخلى صاحب الدعوة عن شئ من دعوته، وهم في مقابل ذلك مستعدون لأن يلينوا في دعوتهم، ولكن شتان بين إدهانهم وإدهان صاحب الحق، فصاحب الدعوة إذا لان فذلك على حساب الحق، وأما هم فإذا لانوا فذلك على حساب الباطل، وما أرخص الباطل وأغلى الحق،

وكما نهى الله عزّ وجل رسوله عن طاعة المكذبين، فإنه ينهاه بعد ذلك عن طاعة كل من اتصف بخصال حددها له: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ أي: كثير الحلف في الحق والباطل. قال النسفي: وكفى به مزجرة لمن اعتاد الحلف مَهِينٍ أي: حقير في الرأي والتمييز والكلمة مشتقة من المهانة وهي القلة والحقارة، وفسر ابن عباس المهين بالكذاب، وإنما ذم الحلاف لأن كثرة حلفه دليل على اجترائه على أسماء الله تعالى، واستعمالها في كل وقت في غير محلها

هَمَّازٍ أي: عياب طعان مغتاب مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ أي:

نقال للحديث من قوم إلى قوم على وجه السعاية والإفساد بينهم، والنميم والنميمة بمعنى

<<  <  ج: ص:  >  >>