- تبين لنا هذه الفقرة علة رئيسية من علل عدم إيمان اليهود وهي عقليتهم التحريفية المنافقة، وأن هذا يرافقه أماني جاهلة عند العامة وكذب على الله عند العلماء، كما تبين لنا علة جرأتهم على كل شئ، وهي تصورهم أنهم سيعذبون أياما معدودة ثم يكون مآلهم الجنة، وقد ناقشت الفقرة هذا كله.
وأن هذه الفقرة وهي الأولى في الفصل الثاني ختمت بقوله تعالى:
بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ وكما أنه بعد
الفقرة الأولى من الفصل الأول جاء قوله تعالى:
وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ فإنه بعد هذه الفقرة الأولى من الفصل الثاني يأتي قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ .. أن هذا كله يؤكد أن تقسيما ما موجود في سور هذا القرآن للمتتبع، كما أن مجئ هذه الخاتمة لهذه الفقرة هنا تدلنا على صحة ما ذكرناه من قبل، من أن قصة بني إسرائيل بعد قصة آدم إنما تخدم في ذكر نموذج على أمة أنزل عليها هدى، وكيف كان موقفها من هذا الهدى، فهي توضيح عملي للقاعدة التي ختمت بها قصة آدم.