للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كلمة في هذه المجموعة]

هذه المجموعة تتألف من سورتين فقط، وإنما دلنا على أن هذه المجموعة تتألف من هاتين السورتين هو ابتداء سورة الصافات بالقسم، وهي علامة من الآن فصاعدا على بداية المجموعات كما سنرى وَالذَّارِياتِ. لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً وَالْفَجْرِ ... وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ... وَالْعادِياتِ ضَبْحاً. وَالْعَصْرِ، وأن السورة الثانية مبدوءة بالحرف (ص) وهي علامة على نهاية مجموعة منذ سورة مريم. فسورة مريم فيها (صاد) فهي نهاية مجموعة، وهذه كذلك نهاية مجموعة.

...

وممّا يدلّنا على أنّ سورة الصافات بداية مجموعة كون (يس) قبلها كانت نهاية مجموعة، وكون سورة الزمر بعد (ص) بداية مجموعة كما سنرى، فتعيّن أنّ الصافات وصاد مجموعة واحدة في هذا القسم- قسم المثاني- وسنرى في هذا القسم كثرة المجموعات وكيف أنّ أكثرها يفصّل في أوائل سورة البقرة ولعلّ لهذا صلة بتسمية هذا القسم بالمثاني.

...

وتكاد سورة الصافات تمثل في معنى من معاني الآيات الأولى من سورة البقرة والواردة في صفات المتقين، وتكاد سورة (ص) تفصّل في معنى من معاني الآيات الآتية بعدها والواردة في صفات الكافرين.

فسورة الصافات تفصّل في معان مستكنّة في قوله تعالى: الم* ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وكذلك سورة (ص) تفصّل في معان مستكنّة في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>