ويحتمل أنه الموت، ولكل ذلك وجه في اللغة. وكل من ذلك قال به أحد المفسرين وَالْجَرادَ تأكل زروعهم وثمارهم وَالْقُمَّلَ يحتمل أن المراد به أولاد الجراد الصغار قبل نبات أجنحتها، ويحتمل أنها كبار القردان، ويحتمل أنه القمل المعروف وهو الدواب السود الصغار، ويحتمل أنه البراغيث ولكل ذلك وجه في اللغة وَالضَّفادِعَ سلطت عليهم كذلك وَالدَّمَ عذبوا به كما سنرى آياتٍ مُفَصَّلاتٍ أي مبينات ظاهرات لا يشكل على عاقل أنها من آيات الله أو مفرقات عن بعضها بحيث تظهر السابقة عن اللاحقة فَاسْتَكْبَرُوا أي عن الإيمان بموسى وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ بكفرهم وعتوهم وإيذائهم لله ورسوله والمؤمنين
وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ أي العذاب وهل المراد به آخر المذكورات السابقات الدم، أو العذاب المذكور واحدا بعد واحد، والراجح الثاني قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ أي بعهده عندك وهو النبوة. قال النسفي: ادع الله لنا متوسلا إليه بعهده عندك لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ فدعا موسى ربه، فكشف عنهم، فلم يفوا له بشيء مما قالوا
فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ أي إلى حد من الزمان هُمْ بالِغُوهُ هم واصلون إليه لا محالة فمعذبون فيه لا ينفعهم ما تقدم لهم من الإمهال وكشف العذاب إلى حلوله إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ أي فلما كشفنا عنهم العذاب فاجئوا بالنكث ولم يؤخروه
فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ الانتقام ضد الإنعام كما أن العقاب هو ضد الثواب فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ أي في البحر، واليم:
البحر العميق، وقد يراد بهذه الكلمة لجة البحر ومعظم مائه بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ. أي كان إغراقهم بسبب تكذيبهم بالآيات وغفلتهم عنها وقلة تفكرهم فيها
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ أي بني إسرائيل الذين كانوا يستضعفهم فرعون وقومه بالقتل والاستخدام مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها أي فلسطين إذ المراد بالأرض الأرض المعهودة الموعودون بها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى أي مضت واستمرت والحسنى تأنيث الأحسن عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ والكلمة الحسنى هي وعد الله لهم بإهلاك عدوهم واستخلافهم بِما صَبَرُوا أي بسبب صبرهم وحسبك بهذا حاثا على الصبر ودالا على أن من قابل البلاء بالجزع وكله الله إليه، ومن قابله بالصبر ضمن الله له الفرج وَدَمَّرْنا أي وأهلكنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ من العمارات والقصور والصناعات وَما كانُوا يَعْرِشُونَ أي يرفعونه من الجنات أو ما كانوا يرفعونه من الأبنية المشيدة، ولقد أعطى الله بني