لاحظنا أن محور سورة الأعراف هو قوله تعالى فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ولاحظنا أن المقدمة ذكرت أن هذا القرآن هدى الله، وأن الله أنزله وأمر باتباعه، ثم بين ما فعل بالقرى التي رفضت هديه، وماذا سيكون حال الجميع يوم القيامة. والصلة واضحة بين مقدمة السورة وبين محورها، ومن أجل زيادة الإيضاح نقول:
١ - في محور السورة من البقرة نجد قوله تعالى قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً وفي مقدمة سورة الأعراف نجد قوله تعالى كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وبينهما اتصال واضح.
٢ - في محور السورة نجد قوله تعالى فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ وفي مقدمة سورة الأعراف نجد اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وبينهما اتصال واضح.
٣ - في محور السورة نجد قوله تعالى فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ وفي مقدمة السورة نجد قوله تعالى: وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ والصلات بين ما ورد في المحور وبين هذه المعاني واضحة.
فالمقدمة عرضت معاني المحور، وقدمت للسياق الخاص لسورة الأعراف بما يناسب معانيها- كما سنرى- فلننتقل إلى المقطع الأول:
*** المقطع الأول
ويمتد من الآية العاشرة إلى نهاية الآية (٥٨) ويبدأ المقطع بالحديث عن قصة الإنسان، وعن قصة آدم عليه السلام، ثم تأتي نداءات للجنس البشري مبدوءة بقوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ*! يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يا بَنِي آدَمَ لا