واللالكائي عنه قال: يوضع الميزان وله كفتان لو وضع في إحداهما السموات والأرض ومن فيهن لوسعه فتقول الملائكة. من يزن هذا؟ الحديث، اه كلام الألوسي
قال ابن كثير بمناسبة ذكر المؤمنين في الآية:
(فصل) والذي يوضع في الميزان يوم القيامة قيل: الأعمال، وإن كانت أعراضا، إلا أن الله تعالى يقلبها يوم القيامة أجساما قال البغوي:«يروى هذا عن ابن عباس» كما جاء في الصحيح من أن البقرة وآل عمران يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان- أو غيايتان- أو فرقان من طير صواف. ومن ذلك في الصحيح قصة القرآن وأنه يأتي صاحبه في صورة شاب شاحب اللون، فيقول: من أنت فيقول: أنا القرآن الذي أسهرت ليلك وأظمأت نهارك. وفي حديث البراء في قصة سؤال القبر فيأتي المؤمن شاب حسن اللون طيب الروح، فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح» وذكر عكسه في شأن الكافر والمنافق. وقيل: يوزن كتاب الأعمال كما جاء في حديث البطاقة في الرجل الذي يؤتى به ويوضع له في كفة تسعة وتسعون سجلا، كل سجل مد البصر، ثم يؤتى بتلك البطاقة فيها لا إله إلا الله: فيقول يا رب، وما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول الله تعالى: إنك لا تظلم، فتوضع تلك البطاقة في كفة الميزان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة» رواه الترمذي بنحو من هذا وصححه. وقيل: يوزن صاحب العمل كما في الحديث «يؤتي يوم القيامة بالرجل السمين فلا يزن عند الله جناح بعوضة» ثم قرأ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً وفي مناقب عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أتعجبون من دقة ساقيه، والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد» وقد يمكن الجمع بين هذه الآثار بأن يكون ذلك كله صحيحا. فتارة توزن الأعمال. وتارة محالها، وتارة يوزن فاعلها. والله أعلم»
أقول: لقد تسرع بعضهم في المقام إذ أنكر على أهل العلم تحقيقاتهم، فما كل من حقق في مثل هذه الشئون حقق بعقلية غير إسلامية، ولا كل من تكلم تكلم ليجادل، إن هناك كثيرا من الأمور لا بد فيها من التحقيق، وإذا ترك أهل الحق الكلام فيها فإن ذلك يعطي فرصا لأهل الضلال أن يشككوا أو ينتقدوا.