ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم، وإن خير أكحالكم الإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر» ورواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وقال: حسن صحيح. وللإمام أحمد أيضا وأهل السنن بإسناد جيد عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بثياب البياض فالبسوها فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم». وروى الطبراني بسند صحيح عن قتادة عن محمد بن سيرين: أن تميما الداري اشترى رداء بألف، وكان يصلى فيه، والحد المفروض من ستر العورة في العبادة هو ستر ما بين السرة والركبة، على خلاف في السرة والركبة هل هما عورة؟ وعلى خلاف هل يجب فوق ذلك أولا في الأحوال غير الاستثنائية؟
٦ - وبمناسبة قوله تعالى وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا قال بعض السلف: جمع الله الطب. كله في نصف آية وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا وروى البخاري .. عن ابن عباس أنه قال: وكل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة. وروى ابن جرير بإسناد صحيح ... عن ابن عباس قال: أحل الله الأكل والشراب ما لم يكن سرفا أو مخيلة. وروى الإمام أحمد ... عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«كلوا واشربوا والبسوا، وتصدقوا من غير مخيلة ولا
سرف، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده» ورواه النسائي وابن ماجه أيضا. وروى الإمام أحمد. عن المقدام بن معد يكرب الكندي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان فاعلا لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه». ورواه النسائي والترمذي قال: حسن صحيح. وروى الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده ... عن أنس بن مالك قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت» ورواه الدارقطني في الأفراد وقال: هذا حديث غريب تفرد به بقية.
ولا شك أن مراعاة عدم الإسراف في الطعام والشراب عامل رئيسي في الصحة، وقليلا من يراعي ذلك لغموض موضوع السرف، ولكونه نسبيا، ولا شك أن ما فوق الشبع سرف.
وبمناسبة هذه الآية قال النسفي: (وكان للرشيد طبيب نصراني حاذق، فقال لعلي بن الحسن بن واقد: ليس في كتابكم في علم الطب شئ، والعلم علمان: علم الأبدان، وعلم الأديان؟ فقال له علي: قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابه، وهو قوله: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا. فقال النصراني: ولم يرو عن رسولكم شئ في