للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن مميزاته أنه حاول أن يستفيد من المراجع التي توفرت لدينا حاليا من كتب دينية قديمة وأن ينقل عنها مباشرة مع العزو إليها مضافا إلى ذلك قضية نقد ما ينبغي نقده، ومضافا إلى ذلك تبيان نقاط الضعف فيها.

ومن مميزاته أنه حاول التبسيط والتقريب ولكن مع الاحتفاظ إلى حد كبير بعبارات المفسرين أو بدقة طرائقهم في الأداء، وهو موضوع لا يدرك صعوبته إلا من عاناه، إذ إن كثيرا من العبارات لم تستقر على ما هي عليه إلا بعد عمليات تنقيح أجريت عليها خلال العصور، وكل من حاول التقريب أو التبسيط أو الانطلاق في التعبير وقع في محاذير ينتقده عليها العلماء، ومن ثم فقد حاولت في هذا التفسير أن أتقيد بعبارات العلماء ومصطلحاتهم. وفي الحالات التي وجدت أنه لا بد من التبسيط والتقريب فيها فقد حاولت ما استطعت أن أبسط مع الاحتفاظ بمقاصد العلماء نفسها وملاحظة احترازاتهم وهم يتخيرون اللفظ المناسب والمعنى المناسب.

ومن مميزاته أنه ليس فيه حشو وليس فيه إلا ما له علاقة بصلب التفسير وقد استبعدت منه كل قضية لم أعتبرها علمية.

ومن مميزاته أنه حاول الاستفادة بقدر المستطاع من مزية العصر الكبرى:

التخصص وما ترتب عليه من علوم ودقائق وحقائق في كل جانب من جوانب الحياة والكون والإنسان. إنه في عصرنا إذ توفرت لنا معان وتيسرت لنا علوم وأصبح بإمكاننا من خلالها أن نلحظ كثيرا من المعجزات القرآنية وأن نلحظ كثيرا من أسرار هذا القرآن فقد أصبح مما لا يحسن لمشتغل بالتفسير ألا يعطي هذا الموضوع حقه مع كونه مرهقا جدا، فقد تحتاج أن تقرأ مئات الصفحات للوصول إلى كلمة، أو لالتقاط حجة، ولقد حاولت أن أبذل جهدا في هذا السبيل، وأرجو أن يتضح ذلك للقارئ شيئا فشيئا، وكأثر من آثار هذه المزية والتي قبلها فقد حررت هذا التفسير من تأثير ثقافات خاطئة على فهم القرآن، مما نجده عند كثير من المفسرين وحاولت ألا أقع في مثل أخطائهم، بحيث أحمل النصوص القرآنية على فرضيات أو نظريات لم تثبت.

ومن مميزات هذا التفسير أنه حاول ربط المسلم بقرآنه وحاول تبصير المسلم بواقعه، وإذا كان للمسلم الحق في عصرنا معارك متعددة وعلى جبهات متعددة، وإذا كان المسلم لا بد أن يخوض معاركه على أساس القرآن من خلال توضيح الفارق بين ما يجري في هذا العالم وما بين أحكام القرآن، وإذا كان لا يحسن بكتاب معاصر للتفسير

<<  <  ج: ص:  >  >>