لهذا الجنين المصغر ... ورغم وجاهة نظرية وولف وقربها من الحقيقة إلا أنها أهملت لمدة نصف قرن من الزمان ... ولم ينفض عنها الغبار إلا بعد أن اكتشف شيلدن وشوال أسس تركيب الجسم الحيواني المكون من مجموعة من الخلايا ... وأن الخلية الحية هي وحدة بناء الجسم الحي ... وذلك في عام ١٨٣٩.
وقد مهدت هذه المعلومات الطريق لمعرفة أن تكوين الجنين إنما يتم بالتزاوج والاختلاط بين خلية الذكر (الحيوان المنوي) وخلية الأنثى (البويضة) ... وقد تأكدت هذه المعلومات وأصبحت ضمن الحقائق العلمية في أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين.
أطوار الجنين: لقد ظلت النظرية السائدة أن الجنين البشري موجود بصورة كاملة ومصغرة في البويضة، أو في الحيوان المنوي، حتى أظهر وولف في أواخر القرن الثامن عشر نظريته القائلة بأن البويضة الملقحة تنقسم وتتكاثر وتمر بعدة أطوار قبل أن تشبه الطور الإنساني.
ولكن نظرية وولف هذه قوبلت بالإهمال لمدة نصف قرن من الزمان، ولم يكتب لها الظهور إلا بعد اكتشافات شوال وشيلدن حول الخلية الحية، وأنها لبنة البناء لجميع أنسجة الكائن الحي ... وذلك عام ١٨٣٩ ... ثم توالت الاكتشافات العلمية التي تؤيد نظرية وولف حتى أصبحت حقيقة في أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين.
وقد تحدث القرآن الكريم عن أطوار الجنين في مواضع متعددة ... وكذلك فصلت في ذلك السنة المطهرة. قال تعالى: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً* وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً قال ابن عباس وعكرمة وقتادة والسدي وابن زيد: معناه من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة إلى آخر أطوار الإنسان.