للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب- روى الإمام ابن جرير ... عن ابن مسعود قال: مرّ الملأ من قريش برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعنده صهيب، وبلال، وعمّار، وخبّاب، وغيرهم من ضعفاء المسلمين فقالوا: يا محمّد أرضيت بهؤلاء من قومك؟ أهؤلاء الذين منّ الله عليهم من بيننا؟ ونحن نكون تبعا لهؤلاء؟ اطردهم عنك فلعلّك إن طردتهم أن نتّبعك، فنزلت هذه الآية:

وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ إلى آخر الآية.

ج- روى الحاكم في مستدركه .. أن سعدا قال: نزلت هذه الآية في ستة من أصحاب النّبي صلّى الله عليه وسلّم منهم ابن مسعود، قال: كنّا نستبق إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وندنو منه ونسمع منه فقالت قريش: يدني هؤلاء دوننا فنزلت: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ. قال الحاكم عن هذه الرواية: على شرط الشيخين. وأخرجها ابن حبّان في صحيحه.

د- روى ابن جرير ... عن عكرمة في قوله: وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ الآية. قال: جاء عتبة بن ربيعة، ومطعم بن عدي، والحارث بن نوفل وقرظة بن عبد عمرو بن نوفل، في أشراف من بني عبد مناف من أهل الكفر، إلى أبي طالب فقالوا: يا أبا طالب: لو أنّ ابن أخيك محمدا يطرد عنه موالينا وحلفاءنا، فإنّما هم عبيدنا وعسفاؤنا، كان أعظم في صدورنا، وأطوع له عندنا، وأدنى لاتّباعنا إياه، وتصديقنا له، قال: فأتى أبو طالب النّبي صلّى الله عليه وسلّم فحدّثه بالذي كلموه فقال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: لو فعلت ذلك حتى تنظر ما الذي يريدون، وإلى ما يصيرون من قولهم؟ فأنزل الله- عزّ وجل- هذه الآية وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ إلى قوله أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ قال: وكانوا بلالا، وعمار بن ياسر، وسالما مولى أبي حذيفة، وصبيحا مولى أسيد، ومن الحلفاء ابن مسعود، والمقداد بن عمرو، ومسعود بن القاري، وواقد بن عبد الله الحنظلي، وعمرو بن عبد عمرو، وذو الشمالين، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب، وأشباههم من الحلفاء. ونزلت في أئمة الكفر من قريش والموالي والحلفاء وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا الآية. فلما نزلت أقبل عمر رضي الله عنه فاعتذر من مقالته فأنزل الله- عزّ وجل-: وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>