في سورة البقرة ذكرت قصة آدم، وهاهنا تذكر، ثم بعد ذلك توجه نداءات لبني آدم يا بَنِي آدَمَ* ليأخذوا هاهنا دروس القصة.
وفي سورة البقرة تختم قصة آدم بالقاعدة: فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ثم تأتي هناك قصة بني إسرائيل- كنموذج على أمة أنزل عليها وحي- وهاهنا تأتي قصص قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط وقوم شعيب كنماذج على أمم أنزل عليها وحي، ثم تأتي بعد ذلك قصة بني إسرائيل كأمة أنزل عليها وحي، وفي هذا السياق يتوجه الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً فمن خلال دروس الماضين يتوجه الخطاب إلى الناس أن يتبعوا الهدى الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم، وتعطى هذه الأمة دروسا وتوجيهات
وقد جاءت قصة آدم عليه السلام في سورة البقرة في سياق القسم الذي ابتدأ بأمر ونهي اعْبُدُوا رَبَّكُمُ وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ أندادا وجاءت قصة آدم هناك، وفيها ذكر لعقوبة من خالف الأمر والنهي وفي الأعراف تفصيلات ذلك؛ ولذلك يأخذ الكلام عن التوحيد والعبادة المحل الأكبر في السورة ويكاد القسم الأخير منها يختص بذلك
إن محور سورة الأعراف من سورة البقرة هو قوله تعالى: قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ولهذا المحور ارتباطاته في سورة البقرة، وامتداداته، وتبدأ سورة الأعراف فتأمر هذه الأمة باتباع ما أنزل إليها، وتخاطب الناس جميعا أن يتبعوا ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعد من يتبع وتنذر من يخالف وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ .. فسورة الأعراف تفصل في المحور وامتداداته وارتباطاته، وتبني عليه في سياقها الخاص الآخذ بعضه برقاب بعض ضمن ترابط وتلاحم كاملين يستطيع المتأمل- أدنى تأمل- أن يراهما، وسنرى تفصيل ذلك.