٢ - وبمناسبة رد قوم هود على هود عليه السلام واتهامهم إياه بالسفاهة يقول صاحب الظلال:(وكأنما كبر على الملأ الكبراء من قومه أن يدعوهم واحد من قومهم إلى الهدى وأن يستنكر منهم قلة التقوى؛ ورأوا فيه سفاهة وحماقة، وتجاوزا للحد، وسوء تقدير للمقام! فانطلقوا يتهمون نبيهم بالسفاهة وبالكذب جميعا في غير تحرج ولا حياء: قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ: إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ، وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ .. هكذا جزافا بلا ترو ولا تدبر ولا دليل.)
٣ - قال محمد بن إسحاق عن عاد: هم ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح. وفي سفر التكوين في الإصحاح العاشر أن من أولاد سام أرام ومن أولاد أرام عوص ولم يذكر من ولد عوص فهذا الذي أغفله السفر ذكره ابن إسحاق أن عادا بن عوص ويلاحظ أن إرم ذكره سفر التكوين باسم أرام قال ابن كثير: هؤلاء هم عاد الأولى الذين ذكرهم الله وهم أولاد عاد بن إرم الذين كانوا يأوون إلى العمد في البر قال تعالى أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ وذلك لشدة بأسهم وقوتهم .... وقد كانت مساكنهم باليمن بالأحقاف: وهي جبال الرمل قال محمد بن إسحاق ... عن أبي الطفيل عامر بن واثلة سمعت عليا يقول لرجل من حضرموت: هل رأيت كثيبا أحمر يخالطه مدرة (١) حمراء ذات أراك وسدر كثير بناحية كذا وكذا من أرض حضرموت، هل رأيته؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين والله إنك لتنعته نعت رجل قد رآه. قال: لا: ولكني قد حدثت عنه، فقال الحضرمي: وما شأنه يا أمير المؤمنين قال: فيه قبر هود عليه السلام. رواه ابن جرير.
(أقول ولا زال أهل حضرموت يعرفون قبرا عندهم أنه قبر هود عليه السلام).
والله أعلم. قال ابن كثير: وهذا (إشارة إلى ما ساقه) فيه فائدة أن مساكنهم كانت باليمن وأن هودا عليه السلام دفن هناك وقد كان من أشرف قومه نسبا، لأن الرسل إنما يبعثهم الله من أفضل القبائل وأشرفهم، ولكن كان قومه كما شدد الله خلقهم شدد على قلوبهم ...
(أقول: المراد باليمن هنا اليمن كله الذي يشمل جنوبي الجزيرة العربية كلها. قال محمد بن إسحاق: كانوا يسكنون باليمن بين عمان وحضرموت مع ذلك قد فشوا في الأرض وقهروا أهلها بفضل قوتهم التي آتاهم الله.