حضانتهم أكثر من أطفال الحيوان ويحتاجون إلى رعاية أطول من الجيل القديم!
هذه هي سنة الله التي يتصل إدراكها والعمل بمقتضاها بالاعتقاد في الله وحكمته ولطف تدبيره وتقديره ومن ثم يكون الانحراف عنها متصلا بالانحراف عن العقيدة وعن منهج الله للحياة ويبدو انحراف الفطرة واضحا في قصة قوم لوط حتى إن لوطا ليجبههم بأنهم بدع دون خلق الله فيها وأنهم في هذا الانحراف الشنيع غير مسبوقين:
والإسراف الذي يدمغهم به لوط هو: الإسراف في تجاوز منهج الله الممثل في الفطرة السوية والإسراف في الطاقة التي وهبهم الله إياها لأداء دورهم في امتداد البشرية ونمو الحياة فإذا هم يريقونها ويبعثرونها في غير موضع الإخصاب فهي مجرد «شهوة» شاذة لأن الله جعل لذة الفطرة الصادقة في تحقيق سنة الله الطبيعية فإذا وجدت نفس لذتها فى نقيض هذه السنة فهو الشذوذ إذن والانحراف والفساد الفطري قبل أن يكون فساد الأخلاق ولا فرق في الحقيقة فالأخلاق الإسلامية هي الأخلاق الفطرية بلا انحراف ولا فساد، إن التكوين العضوي للأنثى- كالتكوين النفسي- هو الذي يجعل لذة الفطرة الصادقة للذكر في هذا الالتقاء الذي لا يقصد به مجرد الشهوة إنما هذه الشهوة المصاحبة له رحمة من الله ونعمة إذ يجعل القيام بتحقيق سنته ومشيئته في امتداد الحياة مصحوبا بلذة تعادل مشقة التكليف، فأما التكوين العضوي للذكر- بالنسبة للذكر- فلا يمكن أن يحقق لذة للفطرة السليمة بل إن شعور الاستقذار ليسبق، فيمنع مجرد الاتجاه عند الفطرة السليمة. وطبيعة التصور الاعتقادي ونظام الحياة الذي يقوم عليه ذو أثر حاسم في هذا الشأن فهذه هي الجاهلية الحديثة في أوروبا وفي أمريكا ينتشر فيها هذا الانحراف الجنسي الشاذ انتشارا ذريعا بغير ما مبرر إلا الانحراف عن الاعتقاد الصحيح وعن منهج الحياة الذي يقوم عليه وقد كانت هناك دعوى عريضة من الأجهزة التي يوجهها اليهود في الأرض لتدمير الحياة الإنسانية لغير اليهود بإشاعة الانحلال العقيدي والأخلاقي، كانت هناك دعوى عريضة من هذه الأجهزة الموجهة بأن احتجاب المرأة هو الذي ينشر هذه الفاحشة الشاذة في المجتمعات، ولكن شهادة الواقع تخرق العيون ففي أروبا وأمريكا لم يبق ضابط واحد للاختلاط الجنسي الكامل بين كل ذكر وكل أنثى- كما في عالم البهائم- وهذه الفاحشة الشاذة يرتفع معدلها بارتفاع الاختلاط ولا ينقص ولا يقتصر على الشذوذ بين الرجال بل يتعداه إلى الشذوذ بين النساء