وبمناسبة الكلام عن السحر في قصة موسى وفرعون ننقل فقرة من كتاب «الطبيعة الخارقة» لمؤلفه ليل واطسون تحت عنوان السحر: (قام العالم التشيكي ميلان ديزل بتجارب حول التوارد الذهني وفي هذه التجارب كان المرسل يدعي أعراضا مرضية أو عاطفية، وكان المستقبل لهذه المعلومات على الفور يتأثر بهذه الأعراض وكأنه أصيب بالمرض حقا فلو ركز المرسل ذهنه على إرسال معلومات عن إصابته بالاختناق فإن المستقبل يسعل بشدة ويبدو عليه أنه فعلا قد أصيب بالاختناق.
وهذه الظاهرة تلقي الضوء حول كيفية عمل المشعوذين والسحرة. فهم يقومون بدور المرسل الذي يفكر نيابة عن المريض ويعطيه المعلومات عن مرضه وشفائه.
يروي «وليام سيبروك» الذي عاش بين القبائل البدائية في غرب أفريقيا الفرنسية قصة عن رجل بلجيكي قتل أحد أفراد هذه القبائل، فما كان من هذه الأخيرة إلا أن أحضرته لأعوانه بواسطة السحر: وضع الرجل على رأس جبل .. وعلى الجبل المقابل جاء الساحر ومعه القتيل وألبسه ثياب القاتل وبدأ بالتمتمة، وبدأت الطبول بالقرع، وبدأ الرجال بالتمتمة أيضا ولم يلبث البلجيكي القاتل أن توفي فورا. والنظرية الراجحة أنه مات بعد الإيحاء له بذلك عن طريق العقل الباطني. ولكن الاكتشاف بأن العواطف تتوارد أيضا قد يعني أن الاحتفال الديني عند مقتل الرجل كان له علاقة بموته، وأن الجو المشحون بالكراهية من حوله يعطي نفس التأثير كالتنويم المغناطيسي الذي قد يكون السبب في مقتل الرجل عن طريق تركيز عواطف الكره والتي يصدرها الساحر ورفاقه باتجاهه.
لا شك بأن الطقوس التي تصاحب السحر تؤدي أحيانا للهلوسة. والمعروف عن السحرة أنهم يحضرون أدويتهم الشافية كما يهيئون أجواءهم الخاصة. وليس كل السحر شعوذة. لغاية الآن لم يكتشف الإنسان دواء شافيا للسرطان إلا أن هناك طريقة قديمة في علاجه باستعمال أعشاب معينة، يعتمد تأثيرها على الوقت الذي تقطف فيه. ومن بين حوالى سبعين ألف تجربة أجريت على الأوقات المختلفة لقطف النبتة، هناك وقت واحد ولحظة معينة تكون فيه النبتة تتأثر بحركة النجوم والشمس كما تتأثر بالخسوف والكسوف.
مما سبق شرحه، فأنا مقتنع تمام الاقتناع بأن المادة والعقل والسحر كلها مرتبطة برباط واحد في هذا الكون) اه. من كتاب الطبيعة الخارقة.