وأشهدهم على أنفسهم، ومن كلامه:«يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم، شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم، وأنه لا إله إلا هو، كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه، قال تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ. وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة- وفي رواية: على هذه الملة- فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء». وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
«يقول الله إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم». وقال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله ... عن الأسود بن سريع من بني سعد قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع غزوات. قال: فتناول القوم الذرية بعد ما قتلوا المقاتلة. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد عليه ثم قال. «ما بال أقوام يتناولون الذرية؟ فقال رجل: يا رسول الله أليسوا أبناء المشركين؟ فقال: «إن خياركم أبناء المشركين؟ ألا إنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة فما تزال عليها حتى يبين عنها لسانها، فأبواها يهودانها أو ينصرانها». قال الحسن- أحد رجال سند الحديث- والله لقد قال الله في كتابه وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ الآية وقد رواه الإمام أحمد وأخرجه النسائي في سننه ولم يذكر قول الحسن البصري واستحضاره الآية عند ذلك، وقد وردت أحاديث في أخذ الذرية من صلب آدم عليه السلام، وتمييزهم إلى أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، وفي بعضها الاستشهاد عليهم بأن الله ربهم. روى الإمام أحمد ... عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شئ أكنت مفتديا به؟ قال: فيقول: نعم، فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك بي» أخرجاه في الصحيحين وروى الإمام أحمد أيضا ... عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام بنعمان- يعني عرفة- فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه، ثم كلمهم قبلا قال: