للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صلى الله عليه وسلم «هاؤم» على نحو من صوته قال: يا محمد متى الساعة؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «ويحك إن الساعة آتية فما أعددت لها؟» قال: ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولكني أحب الله ورسوله: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «المرء مع من أحب» فما فرح المسلمون بشيء فرحهم بهذا الحديث. ففي هذا الحديث أنه عليه الصلاة السلام كان إذا سئل عن هذا الذي لا يحتاجون إلى علمه أرشدهم إلى ما هو الأهم في حقهم، وهو الاستعداد لوقوع ذلك والتهيؤ له قبل نزوله، وإن لم يعرفوا تعيين وقته ولهذا قال مسلم في صحيحة وحدثنا .... عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت الأعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة متى الساعة فينظر إلى أحدث إنسان منهم فيقول: «إن يعش هذا لم يدركه الهرم حتى قامت عليكم ساعتكم». يعني بذلك موتهم الذي يفضي بهم إلى الحصول في برزخ الدار الآخرة. وروى ابن جريج ما رواه مسلم .... أن جابر بن عبد الله سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر:

«تسألوني عن الساعة، وإنما علمها عند الله، وأقسم بالله ما على ظهر الأرض اليوم من نفس منفوسة تأتي عليها مائة عام». وفي الصحيحين عن ابن عمر مثله. قال ابن عمر: وإنما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم انخرام ذلك القرن. وروى الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا أمر الساعة» قال فردوا أمرهم إلى إبراهيم عليه السلام فقال لا علم لي بها، فردوا أمرهم إلى موسى فقال لا علم لي بها، فردوا أمرهم إلى عيسى. فقال عيسى: أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا الله عزّ وجل، وفيما عهد إلي ربي عزّ وجل أن الدجال خارج. وقال. فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص، قال فيهلكه الله عزّ وجل إذا رآني، حتى إن الشجر والحجر يقول: يا مسلم إن تحتي كافرا فتعال فاقتله. قال:

«فيهلكهم الله عزّ وجل ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم. قال: فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون. فيطئون بلادهم لا يأتون على شئ إلا أهلكوه، ولا يمرون على ماء إلا شربوه. قال: ثم يرجع الناس إلي فيشكونهم فأدعو الله عزّ وجل فيهلكهم ويميتهم حتى تجوى الأرض من نتن ريحهم (أي تنتن) قال: فينزل الله عزّ وجل المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر، ثم قال: ففيما عهد إلي ربي عزّ وجل أن ذلك إذا كان كذلك فإن الساعة كالحامل المتم لا يدري أهلها متى تفجأهم بولادتها ليلا أو نهارا، فهؤلاء أكابر أولي العزم من المرسلين ليس عندهم علم بوقت الساعة على التعيين وإنما ردوا الأمر إلى عيسى عليه السلام فتكلم على أشراطها لأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>