للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ..

ومن تولى وأصر على مقاومة سلطان الله قاتله المسلمون معتمدين على نصرة الله.

وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ. نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ.

هذه تكاليف هذا الدين؛ وهذه هي جديته وواقعيته وإيجابيته وهو يتحرك لتحقيق ذاته في عالم الواقع؛ ولتقرير ألوهية الله وحده في دنيا الناس ..

إن هذا الدين ليس نظرية يتعلمها الناس في كتاب؛ للترف الذهني والتكاثر بالعلم والمعرفة؛ وليس كذلك عقيدة سلبية يعيش بها الناس بينهم وبين ربهم وكفى! كما أنه ليس مجرد شعائر تعبدية يؤديها الناس لربهم فيما بينهم وبينه.

إن هذا الدين إعلان عام لتحرير الإنسان .. وهو منهج حركي واقعي يواجه واقع الناس بوسائل مكافئة ... يواجه حواجز الإدراك والرؤية بالتبليغ والبيان .. ويواجه حواجز الأوضاع والسلطة بالجهاد المادي لتحطيم سلطان الطواغيت وتقرير سلطان الله.

والحركة بهذا الدين حركة في واقع بشري. والصراع بينه وبين الجاهلية ليس مجرد صراع نظري يقابل بنظرية! إن الجاهلية تتمثل في مجتمع ووضع وسلطة، ولا بد- كي يقابلها هذا الدين بوسائل مكافئة- أن يتمثل في مجتمع ووضع وسلطة. ولا بد بعد ذلك أن يجاهد ليكون الدين كله لله، فلا تكون هناك دينونة لسواه.

هذا هو المنهج الواقعي الحركي الإيجابي لهذا الدين. لا ما يقوله المهزومون والمخدوعون. ولو كانوا من المخلصين الطيبين الذين يريدون أن يكونوا من «المسلمين»، ولكن تغيم في عقولهم وفي قلوبهم صورة هذا الدين.

هذه هي القضية المهمة الأولى التي أردنا أن تكون واضحة قبل أن ننتقل من هذا المقطع.

وأما القضية الثانية فهي قضية الغنائم إن آية الغنائم في المقطع صدرت بقوله تعالى:

وَاعْلَمُوا* مما يشير إلى أن موضوع الغنائم مما ينبغي علمه، لما يترتب على ذلك من خيرات وبركات، وإحقاق حق وإزهاق باطل، إن المسلمين قد فرض عليهم الجهاد، وأعطوا سلطانا على أموال الكافرين ونسائهم وذراريهم هذا حق لهم، وذلك في الوقت نفسه تحتاجه عملية الجهاد المستمرة، وهذا يحتاج إلى فقه، وذلك محله الكتب الفقهية

<<  <  ج: ص:  >  >>