١ - قال ابن كثير: «ذكرنا هاهنا (أي في سورة هود) أن أتتهم صيحة، وفي (الأعراف) رجفة، وفي (الشعراء) عذاب يوم الظلة، وهم أمة واحدة اجتمع عليهم يوم عذابهم هذه النقم كلها، وإنما ذكر في كل سياق ما يناسبه، ففي الأعراف لما قالوا لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا ناسب أن يذكر هناك الرجفة فرجفت بهم الأرض التي ظلموا بها، وأرادوا إخراج نبيهم منها. وهاهنا لما أساءوا الأدب في مقالتهم على نبيهم ذكر الصيحة التي استلبثتهم وأخمدتهم، وفي الشعراء لما قالوا فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قال فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ وهذا من الأسرار الدقيقة.
٢ - يلاحظ أنه في آخر قصة عاد ومدين جاء قبل (لما) حرف الواو وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً ... وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً ... بينما جاء قبل (لما) في قصة ثمود ولوط حرف الفاء وقد علل ذلك النسفي: أن مجئ الفاء في قصة ثمود ولوط لأنهما وقعا بعد ذكر الموعد إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ في قصة لوط وذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ في قصة ثمود قال: فجئ بالفاء الذي هو للتسبب كقولك وعدته فلما جاء الميعاد كان كيت، وأما الآخريات فقد وقعتا مبتدأتين، فكان حقهما أن تعطفا بحرف الجمع على ما قبلهما كما تعطف قصة على قصة.
٣ - بمناسبة قوله تعالى وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ ... نقل ابن كثير عن ابن أبي حاتم هذه القصة عن ابن أبي ليلى الكندي قال: كنت مع مولاي أمسك دابته، وقد أحاط الناس بعثمان بن عفان إذ أشرف علينا من داره فقال:
لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ يا قوم لا تقتلوني، إنكم إن قتلتموني كنتم هكذا، وشبك بين أصابعه.
٤ - بمناسبة قوله تعالى على لسان شعيب: وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ ... ذكر ابن كثير مجموعة روايات نذكرها مع حذف الأسانيد.
روى الإمام أحمد عن حكيم بن معاوية عن أبيه أن أخاه مالكا قال: يا معاوية إن محمدا صلى الله عليه وسلم أخذ جيراني، فانطلق إليه فإنه قد كلمك وعرفك، فانطلقت معه فقال:
دع جيراني فقد كانوا أسلموا فأعرض عنه فقام مغضبا فقال: أما والله لئن فعلت إن الناس يزعمون إنك لتأمرنا بالأمر وتخالف إلى غيره، وجعلت أجره وهو يتكلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما تقول؟» فقال: إنك والله لئن فعلت ذلك إن الناس ليزعمون