فالتمست ثم قالت: اكشفوا أهل البيت فكشفوهم فوجدوها مع يوسف، فقالت:
والله إنه لي لسلم أصنع فيه ما شئت، فأتاها يعقوب فأخبرته الخبر، فقال لها: أنت وذاك إن كان فعل ذلك فهو سلم لك، ما أستطيع غير ذلك، فأمسكته فما قدر عليه
يعقوب حتى ماتت، قال: فهو الذي يقول إخوة يوسف حين صنع بأخيه ما صنع حين أخذه إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ
١٠ - بمناسبة الكلام عن يوسف عليه السلام تكثر الروايات الإسرائيلية التي ينقلها بعضهم على أنها أحاديث وهي ليست كذلك وابن كثير نقل الكثير منها ورده ولم نشأ أن نعرج عليه
١١ - من استعطاف إخوة يوسف ليوسف من أجل أخيهم وهم لا يعرفون أنه يوسف ندرك أن الشفاعة إلى الحاكم في محلها جائزة، إلا أنها في الإسلام خصت بما دون الحدود، أما الحدود إذا وصلت إلى السلطان فلا يجوز لأحد أن يشفع فيها وفي كتاب الأساس في السنة وفقهها مزيد بيان.
١٢ - من قصة يوسف عليه السلام ندرك طرفا من حكمة الله في أفعاله، فما من فعل لله إلا وهو عين الحكمة، ولكن قصور النظر وسوء الفهم وعمى القلب تبعد عن رؤية حكمة الله في أفعاله، فمن رأى المحن المتوالية التي أصابت يوسف عليه السلام وآله، وما ترتب على ذلك من دخول يعقوب إلى مصر لتنشأ أمة جديدة في ظروف مواتية، ومن رأى كيف أن هذا كان عبرة للخلق جميعا، حتى قصة الله في توراته وقرآنه، أدرك كثرة الحكم.
١٣ - إن دروس قصة يوسف عليه السلام كثيرة، ومن أهمها أنه لا عاقبة لكيد الظالمين ولا لخيانتهم، وأن العاقبة للاستقامة في كل حال، فليستقم العبد على أمر الله لتكون له العاقبة في الدنيا والآخرة.
١٤ - من خلال قصة يوسف عليه السلام ندرك كثيرا من الخصائص العالية والنازلة للنفس البشرية عامة
١٥ - بعض المفسرين ظن- كأثر عن تسمية يوسف بالعزيز- أنه حل محل سيده في منصبه، إلا أننا نلاحظ أن المنصبين مختلفان. ورواية التوراة الحالية تذكر أن منصب سيد يوسف كان رئيس الشرطة، بينما منصب يوسف كان شيئا آخر يمكن أن يسمى أنه نائب الملك المفوض، أو الوزير المفوض، ومن ثم فإننا نرجح أن كلمة العزيز كانت لقبا لكل ذي منصب خطير كلقب الباشا مثلا في مصر قديما.