٥ - بمناسبة قوله تعالى: وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ ننقل أولا ما ذكر كسبب نزول لها، ثم نثني بذكر حديث حول كثرة الصواعق في آخر الزمان:
أ- روي في سبب نزول هذه الآية ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا مرة إلى رجل من فراعنة العرب فقال:«اذهب فادعه لي» قال فذهب إليه فقال: يدعوك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: له من رسول الله؟ وما الله؟ أمن ذهب هو أم من فضة هو أم من نحاس هو؟ قال: فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال يا رسول الله: قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك قال لي كذا وكذا فقال لي:
«ارجع إليه الثانية» فذهب فقال له مثلها. فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك فقال «ارجع إليه فادعه» فرجع إليه
الثالثة قال: فأعاد عليه ذلك الكلام فبينما هو يكلمه إذ بعث الله عزّ وجل سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف (١) رأسه فأنزل الله عزّ وجل وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ الآية
ب- روى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة، حتى يأتي الرجل القوم فيقول: من صعق قبلكم الغداة؟ فيقولون: صعق فلان وفلان وفلان»
٦ - بمناسبة ضرب الله المثل حول الزبد في السيل والمعادن المذابة قال ابن كثير:(وقد ضرب الله سبحانه وتعالى في أول سورة البقرة للمنافقين مثلين ناريا ومائيا، وهما قوله مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ الآية ثم قال أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ الآية وهكذا ضرب للكافرين في سورة النور مثلين (أحدهما) قوله: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ الآية والسراب إنما يكون في شدة الحر، ولهذا جاء في الصحيحين فيقال لليهود يوم القيامة فما تريدون؟
فيقولون: أي ربنا عطشنا فاسقنا فيقال: ألا تردون؟ فيردون النار فإذا هي كسراب يحطم بعضها بعضا. قال تعالى ثم في المثل الآخر: أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ الآية وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل غيث أصاب أرضا، فكان منها طائفة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء؛ فنفع الله بها الناس فشربوا ورعوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان