المؤمن ليكون متكئا على أريكته إذا دخل الجنة وعنده سماطان (١) من خدم، وعند طرف السماطين باب مبوب، فيقبل الملك فيستأذن، فيقول أقصى الخدم للذي يليه «ملك يستأذن» ويقول الذي يليه للذي يليه: «ملك يستأذن» حتى يبلغ المؤمن، فيقول:
ائذنوا. فيقول أقربهم إلى المؤمن: ائذنوا، ويقول الذي يليه للذي يليه: ائذنوا، حتى يبلغ أقصاهم الذي عند الباب، فيفتح له، فيدخل فيسلم، ثم ينصرف. رواه ابن جرير ورواه ابن أبي حاتم من حديث إسماعيل بن عياش عن أرطاة بن المنذر عن أبي الحجاج يوسف الألهاني قال سمعت أبا أمامة فذكر نحوه وقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزور قبور الشهداء في رأس كل حول فيقول لهم «سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار» وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان
٨ - من السياق، ومن الآيات التي وصفت أهل الحق وأهل الضلال نعرف أنه بمقدر التحقق بصفات أهل الخير، وبصفات أهل الشر، يكون استحقاق الإنسان للهداية، أو للضلال، أو للجزاء، أو للعقاب. فليكثر الإنسان من تأمل هذه الصفات، وليسع للتحلي والتخلي مع الترقي في المقامات الصالحة، فإن كل مقام يحتاج إلى أن يبذل الإنسان جهدا ليتمكن فيه، وبعض المقامات تحتاج إلى مران كثير كالصبر ابتغاء وجه الله، وكدرء السيئة بالحسنة.
٩ - مظاهر الإعجاز والكمال في هذا القرآن لا تنتهي، وهناك حد أدنى من هذه المظاهر موجود في كل كلمة، وفي كل جملة، وفي كل آية، وفي كل مجموعة آيات، وفي
كل مقطع، وفي كل قسم، وفي كل سورة، وفي القرآن كله، وقد يكون الإعجاز أكثر ظهورا في كلمة أو في آية أو في سورة تأمل قوله تعالى: وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ فههنا صورة إنسان يتترس بالحسنات من السيئات التي توجه إليه، فكلما وجهت إليه سيئة دفعها بحسنة، إن من تأمل هذه الصورة يدرك مظهرا من مظاهر الإعجاز الواضح في الكلمة القرآنية.