٢ - وفي كون ما بعد سورة الأعراف تفصيل لمعنى ضارب في أعماق سورة البقرة، ونحن عند ما نفتش عن محاور للسور الأربعة بعد الحجر فإننا نراها في الآيات التالية:
هذه الآيات الأربع جاءت في سياق أمر من أهم الأوامر وهو الدخول في الإسلام كله، وفي سياق نهي هو الانتهاء عن اتباع خطوات الشيطان، ولقد ذكرنا أثناء تفسير سورة البقرة كيف أن كل معنى من معاني هذه الآيات الأربع يخدم هدف هذا الأمر والنهي، ولكن خدمته لهذا الأمر والنهي يحتاج إلى تفصيل شامل، ومن ثم جاءت سور كاملة تفصّل هذه الآيات.
ولذلك فإن سورة الحجر من هذه الحيثية تعتبر مقدمة لهذه السور، وهذه السور الخمس بمجموعها تشكل مجموعة مربّية على هذه المعاني القرآنية.
ومن ثم نلاحظ ورود قوله تعالى في سورة الحجر: الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ وهو معنى له صلة بالدخول في الإسلام كله، ثمّ إن سورة الحجر قد فصّلت قطاعات كثيرة في سورة البقرة هي بمثابة المقدمة لقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ.