لها، وينبغي أن ينجح المسلمون في الاختبار، فالقصة نموذج على نجاح مجموعة في اختبار الحياة الدنيا هم الفتية.
٢ - إذا تذكرنا محور السورة من البقرة: زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا نلاحظ أن قصة أهل الكهف تحدد لنا نوعا من مواقف الكافرين من المؤمنين وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وفي قصة أهل الكهف نوع فوقية لأهل الإيمان على أهل الكفر وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ وفي قصة أهل الكهف ذكر نوع من رزق الله عباده وهو الهداية والرحمة.
٣ - وإذا تذكّرنا أن آية المحور واردة في سياق الأمر بالدخول في الإسلام كله، فإن قصة أهل الكهف نموذج على نوع من الدخول في الإسلام كله، باعتزال الكفر وأهله إذا لم يكن أمن على إيمان وإسلام. إذ المشروع عند وقوع الفتن في الناس أن يفرّ العبد منهم خوفا على دينه، كما جاء في الحديث:«يوشك أن يكون خير مال أحدكم غنما يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن». قال ابن كثير: ففي هذه الحال تشرع العزلة عن الناس، ولا تشرع فيما عداها؛ لما يفوت بها من ترك الجماعات والجمع.
فقصة أهل الكهف تخدم سياق السورة، والسياق الكلي للقرآن بشكل واضح، وأثناء الكلام عن تفسير القصة سنرى بعض الأمور المتعلقة بالسياق. ونلاحظ أنه بعد ذكر قصة أهل الكهف تأتي مجموعة أوامر ونواه، وتقريرات تبني على قصة أهل الكهف، وهي مرتبطة بمقدمة سورة الكهف، كما هي مرتبطة بمحور سورة الكهف من سورة البقرة.
رأينا أن للآيات الأولى والأخيرة من سورة الكهف صلة بالعصمة من الدّجال الذي يعتبر الأستاذ الندوي أن قيم الحضارة الحالية تشبه القيم الدجالية، ومن ثمّ يتحدث عن هذه الحضارة ومرتكزاتها، وعن محلّ هذه الآيات في وصفها والعلاج منها، قال الأستاذ النّدوي: (مفتاح شخصية الدجّال الذي تفتح به أغلاقها، وتعرف به أعماقها، وتتميز به عن سائر دعاة الشر والإفساد، والكفر والإلحاد، هو لقب «الدجّال» الذي غلب عليه، فهو شعاره الذي يعرف به، والدجل والتدجيل، هو القطب الذي تدور حوله شخصيته، ودعواته، وأعماله، وتصرفاته.
وقد اتسمت الحضارة المادية في العهد الأخير بالتدجيل في كل شئ، والتلبيس على