للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونلاحظ أن قصة مريم بدأت بقوله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ وأن قصة إبراهيم بعدها بدأت بقوله تعالى وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ وبين ذلك ورد قوله تعالى: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ.

فإذا تذكرنا أن الآية التي هي محور سورة مريم وصفت النبيين بالتبشير والإنذار، ووصفت الكتاب بأنه ينزل ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، عرفنا سورة مريم بمحورها فههنا يأمر الله رسوله بالإنذار، ويأمره بذكر هذه القصص التي ترفع الخلاف.

وإذا تذكّرنا أن الصراط المستقيم هو العبودية لله رب العالمين، وأن هذا المعنى ركزته السورة. وستركزه، ندرك كيف تخدم هذه السورة موضوع الدخول في الإسلام كله، إذ الدخول في الإسلام كله هو العبودية لله، وهو الصراط المستقيم.

وبعد ما مرّ تأتي قصة إبراهيم ليتأكد بها أن دعوة الرسل عليهم السلام هي العبودية لله التي هي نفسها دعوة عيسى عليه السلام، لا كما يزعم النصارى. وبعد قصة إبراهيم يأتي ذكر موسى وهارون. ثم ذكر إسماعيل. ثم ذكر إدريس. ثم آية جامعة تتحدث عن عبودية الرسل جميعا لله. وفي ذلك تأكيد لكون عيسى رسولا كبقية الرسل، وكونه عبدا لله وليس غير ذلك. وفي ذلك تعريف على الرسل الذين بعثهم الله مبشرين ومنذرين.

***

<<  <  ج: ص:  >  >>